الاثنين، 6 أغسطس 2012


من أهم الموارد البشرية في مختلف القطاعات والإدارات الحديثة هو العمل الجماعي أساس لكل منظمة ناجحة تتبع سياسة فريق العمل لتقديم دعم الثقة بين الفريق بعضهم البعض بحرية ،ويدركون مدى أهمية تبادل المعلومات المطلوبة بينهم للعمل بطريقة أكثر فعالية .
بدأ تطبيق فكرة فرق العمل في اليابان بعد سنوات من الحرب العالمية الثانية، حينما أرادت اليابان إعادة بناء اقتصادها وقدراتها الإنتاجية من جديد، حيث بدأت بتطبيق مفاهيم إدارية جديدة ضمن إطار ما نعرفه اليوم بإدارة الجودة الشاملة، والتي قامت بتأسيس فرق العمل في تلك الفترة لتحقيق إدارة الجودة الشاملة.  فأنشأت ما يسمى بـ”حلقات الجودة”وهي فرق عمل متخصصة بموضوع تحسين جودة سلعة معينة أو حل مشكلة في نوعيتها، مما كان له أعظم الأثر في تطور الصناعة اليابانية وتميزها في الجودة، ومن المعروف أن المفاهيم الإدارية التي تلت الحرب العالمية كان لها دور رئيسي في التطور المذهل للصناعة اليابانية مثل صناعة السيارات في السبعينات والثمانينات التي تفوقت على مثيلاتها في بلاد العالم.
ومنذ ذلك النجاح ازداد الكلام حول أهمية فرق العمل في تطوير الأداء وفي تحسين الجودة وأصبح استخدام فرق العمل أمراً شائعاً جداً في الشركات و المؤسسات. ولم يقتصر استخدام فرق العمل على القطاع الصناعي أو حتى القطاعات الربحية بل تجاوزتها للقطاعات غير الربحية مثل المؤسسات الدينية والخيرية وبالطبع المؤسسات العامة والحكومية وإن كان استخدام القطاع الحكومي لفرق العمل اقل منه في سائر القطاعات .
والهدف من فريق العمل هو مجموعة تميل إلى العمل بروح الفريق لهم هدف مشترك ورؤية معينة يتميزون بمهارات وقدراتهم مختلفة  لتحقيق النجاح والتعاون والمشاركة للوصول إلى قمم النجاح .
أما بناء الفريق فهو يعزز : الروح المعنوية ، التماسك ، الثقة ، التواصل ، الإنتاجية .
ولذلك فإن أعضاء الفريق الناجح يهتمون ببعضهم البعض ومنفتحين ذهنياً ويمتازون بمستوى عالي من الثقة ويكون قرارهم بإجماع الآراء وبالتزام جماعي قوي ويصغون معاً للأفكار والمشاعر وحتى في خلافاتهم هنالك فهم أعمق للأشخاص والموضوعات يزيدهم رغبة في المناقشة ليجدوا قرارات أفضل تقوي من ترابطهم .
وسبب نجاحهم هو :
وجود ذلك القائد المميز قائد الفريق المبادر أولاً ويتفاعل وينظم ويشجع على التواصل بين الفريق .
ومن صفاته اأيضاً : أنه يشجع الاتصال الفعال ويقدم الدعم ويتقبل الحوار ويستطيع أن يكون متحدث جيد يتخذ القرارات ويمتاز بوضوح في رؤيتهويملك المرونة والثقة في الغير وينسجم ويتعامل بحكمة .
وإذا ما واجهتهم مشكلة فإنهم يحددون المشكلة ثم يسألوا أنفسهم عن سبب حدوثها ويقومون باستثارة جماعية يطورون أفكارهم سوياً ويدونون ما يجدونه من حلول ليقيموا الآراء للحلول الأفضل لاتخاذ القرار المناسب والتغلب على المشكلات في فريق العمل وذلك بهدف الوصول لمرحلة الولاء للمنظمة أو المؤسسة التي يعمل بها .
———————————————————–
مازن الجيزاني
الادارة التنفيذية للشئون الأكاديمية والتدريب والبحوث
مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة 
للتواصل عبر تويتر :
MazenJizani@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق